حقيقة الإيمان
قال: (وحقيقته) يعني أن للإيمان حقيقة، فكما أن له دعائم وأركاناً وعرى؛ له أيضاً حقيقة، وهي التي جاءت في حديث حارثة ، وهو حديث ضعيف، وفيه أنه قال: ( أصبحت مؤمناً حقاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظر ما تقول؛ فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ ).فهناك إيمان حق وإيمان له حقيقة، وهناك إيمان ليس بهذه الدرجة، ويذكر الإمام هشام دليلاً آخر، وهو الحديث المروي: ( ثلاث من كن فيه فقد استوجب حقيقة الإيمان: حب الرجل المرء في الله )، وكأنها رواية أخرى عنده لحديث: ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان )، وهناك رواية أخرى فيها ذكر الحقيقة، ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد عن البزار ، وهي: ( لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ).فليس كل من آمن يبلغ حقيقة الإيمان، فالإيمان له حقيقة، وبعض الناس لا يبلغ هذه الحقيقة، فهو -إذاً- متفاوت.